سورة الأنبياء - تفسير تفسير الواحدي

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
تفسير السورة  
الصفحة الرئيسية > القرآن الكريم > تفسير السورة   (الأنبياء)


        


{وما خلقنا السماء والأرض وما بينهما لاعبين} عبثاً وباطلاً، أَيْ: ما خلقتهما إلاَّ لأُجازي أوليائي، وأُعذِّب أعدائي.
{لو أردنا أن نتخذ لهواً} امرأةً. وقيل: ولداً {لاتخذناه من لدنا} بحيث لا يظهر لكم، ولا تطَّلعون عليه {إن كنا فاعلين} ما كنَّا فاعلين، ولسنا ممَّن يفعله.
{بل نقذف بالحق على الباطل} نُلقي القرآن على باطلهم {فيدمغه} فيذهبه ويكسره {فإذا هو زاهقٌ} ذاهبٌ {ولكم الويل} يا معشر الكفَّار {مما تصفون} الله تعالى بما لا يليق به.
{وله من في السموات والأرض} عبيداً وملكاً {ومَنْ عنده} يعني: الملائكة {لا يستكبرون عن عبادته ولا يستحسرون} لا يملُّون ولا يعيون.
{يسبحون الليل والنهار لا يفترون} لا يضعفون.
{أم اتخذوا آلهةً من الأرض} يعني: الأصنام {هم ينشرون} يحيون الأموات، والمعنى: أَتنشر آلهتهم التي اتَّخذوها؟
{لو كان فيهما} في السَّماء والأرض {آلهةٌ إلاَّ اللَّهُ} غير الله {لفسدتا} لخربتا وهلك مَنْ فيهما بوقوع التَّنازع بين الآلهة.
{لا يُسأل عما يفعل} عن حكمه في عباده {وهم يُسألون} عمَّا عملوا سؤال توبيخ.


{أم اتخذوا من دونه آلهة قل هاتوا برهانكم} حجَّتكم على أن مع الله تعالى معبوداً غيره. {هذا ذكر مَنْ معي} يعني: القرآن {وذكر مَنْ قبلي} يعني: التَّوراة والإِنجيل، فهل في واحدٍ من هذه الكتب إلاَّ توحيد الله سبحانه وتعالى؟ {بل أكثرهم لا يعلمون الحق} فلا يتأمَّلون حجَّة التَّوحيد، وهو قوله: {فهم معرضون}.
{وما أرسلنا من قبلك من رسولٍ...} الآية. يريد: لم يُبعثْ رسولٌ إلاَّ بتوحيد الله سبحانه، ولم يأتِ رسولٌ أُمّته بأنَّ لهم إلهاً غير الله.
{وقالوا اتخذ الرحمن ولداً} يعني: الذين قالوا: الملائكة بنات الله، والمعنى وقالوا: اتَّخذ الرحمن ولداً من الملائكة {سبحانه} ثمَّ نزَّه نفسه عمَّا يقولون {بل} هم {عباد مكرمون} يعني: الملائكة مكرمون بإكرام الله إيَّاهم.
{لا يسبقونه بالقول} لا يتكلَّمون إلاَّ بما يأمرهم به {وهم بأمره يعملون}.
{يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم} ما عملوا، وما هم عاملون {ولا يشفعون إلاَّ لمن ارتضى} لمن قال: لا إله إلاَّ الله {وهم من خشيته مشفقون} خائفون؛ لأنَّهم لا يأمنون مكر الله.
{ومَنْ يقل منهم} من الملائكة {إني إلهٌ من دونه} من دون الله تعالى {فذلك نجزيه جهنم} يعني: إبليس حيث ادَّعى الشِّركة في العبادة، ودعا إلى عبادة نفسه {كذلك نجزي الظالمين} المشركين الذين يعبدون غير الله تعالى.
{أَوَلَمْ يَر} أولم يعلم {الذين كفروا أنَّ السموات والأرض كانتا رتقاً} مسدودةً {ففتقناهما} بالماء والنَّبات، كانت السَّماء لا تُمطر، والأرض لا تُنبت، ففتحهما الله سبحانه بالمطر والنَّبات {وجعلنا من الماء} وخلقنا من الماء {كلَّ شيء حي} يعني: إنَّ جميع الحيوانات مخلوقةٌ من الماء، كقوله تعالى: {والله خلق كلَّ دابَّةٍ من ماءٍ} ثمَّ بكَّتهم على ترك الإيمان، فقال: {أفلا يؤمنون}. وقوله: {وجعلنا فيها} في الرَّواسي {فجاجاً سبلاً} طرقاً مسلوكةً حتى يهتدوا.
{وجعلنا السماء سقفاً محفوظاً} بالنُّجوم من الشَّياطين {وهم عن آياتها} شمسها وقمرها ونجومها {معرضون} لا يتفكَّرون فيها. وقوله: {كلٌّ في فلك يسبحون} يجرون ويسيرون، والفَلَكُ: مدار النُّجوم.
{وما جَعَلْنا لبشر من قبلك الخلد} دوام البقاء {أفإن مت فهم الخالدون} نزل حين قالوا: {نتربَّصُ به ريَب المنون} وقوله: {ونبلوكم} نختبركم {بالشر} بالبلايا والفقر {والخير} المال والصِّحة {فتنة} ابتلاءً لننظر كيف شكركم وصبركم.


{وإذا رآك الذين كفروا} يعني: المستهزئين {إن يتخذونك} ما يتَّخذونك {إلاَّ هزواً} مهزوءاً به، قالوا: {أهذا الذي يذكر آلهتكم} يعيب أصنامكم {وهم بذكر الرحمن هم كافرون} جاحدون إلهيَّته، يريد أنَّهم يعيبون مَنْ جحد إلهيَّة أصنامهم وهم جاحدون إلهية الرَّحمن، وهذا غاية الجهل.
{خلق الإنسانُ من عجل} يريد: إنَّ خلقته على العجلة، وعليها طُبع {سَأُرِيكم آياتي} يعني: ما توعدون به من العذاب {فلا تستعجلون}.
{ويقولون متى هذا الوعد} وعد القيامة.
{لو يعلم الذين كفروا...} الآية. وجواب {لو} محذوف، على تقدير: لآمنوا ولما أقاموا على الكفر.
{بل تأتيهم} القيامة {بغتة} فجأةً {فتبهتهم} تُحيِّرهم.

1 | 2 | 3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8